بعض الأندية في أوروبا تضع أمام استراتيجياتها مليون علامة استفهام , لأنك
في الحقيقة لا تكاد تفهم ما هي الخطط المستقبلية لهم , فـ في الحياة أمور كثيرة تستوجب قبل القيام بها أن تعمل على خطة حتى تصل بها لـ نتيجة مرضية نوعاً ما , او حتى لو لم تسير الخطة على ما يرام
فـ بالتأكيد هناك بعض الحلول لـ التخفيف لها ..
قد تتأرجح ردة الفعل ما بين الرضى
في أقل الحالات بينما قد يكون هناك تحولاً كبيرا قد يصل لحد " النموذجية " في أفضل الحالات ..
نقط الحديث التي أود التطرق إليها هو نادي روما الإيطالي الذي لا يملك أية آلية حيال سياسته في السوق الأوروبي كل صيف , فـ غياب الاستراتيجية و تحديد الأهداف بـ دون تعريض النادي لـ مواقف محرجة كـ عرضه للبيع أو إظهار ضعفه المالي تكاد تكون أمر متكرر منذ مطلع الألفية , هذا الإهتزاز
الذي يمر به النادي الإيطالي جعله مستنقص نوعاً ما , صحيح أن الكلمة مجحفة قليلاً لكن في نفس الوقت مقاربة للوضع الذي يمر به النادي الإيطالي ..
هناك أندية أخرى في نفس حجم روما أو لـ ربما أكبر أو أقل , لكنها تملك أهداف على المستويين البعيد و القريب , لا أدري و أجد تفسيراً مثلاً لـ سؤال كـ .. لماذا لا تتحرك إدارة نادي روما لـ الاستفادة من سياسة آرسنال الإنجليزي و إشبيلية الإسباني لـ تتقيد بهما ..
الإسباني إشبيلية تحت قيادة [ خوسيه ماريا ديل نيدو ] الرئيس الذي آراه أفضل رئيس لنادي أوروبي من خارج [ أندية السوبر ] منذ مطلع الألفية , لعل هذه
التجربة من أفضل التجارب التي شهدتها إسبانيا و أوروبا في آخر 10 سنوات من دون أية مبالغة , الكثير من المتابعين لـ ربما يعتبر كلامي هذا يندرج تحت ما يسمى بـ " المبالغة " , لكني لا أبالغ أبداً , لكن فقط
ما كان يفتقده إشبيلية هو صحافة قوية تقوم من خلفه , لا أقصد أنه لا يملك صحافة , لكن صحافته في الأساس لا تقارن بـ شراسته صحف مدريد و صحف برشلونة , و لا يمكن ان تُذكر إذا ما تطرقنا إلى كومة الشائعات في صحف إنجلترا بمختلف فرقها , و هذا ما يجعل
إشبيلية يعمل في هدوء , و لـ بما كان هذا هو الجانب الإيجابي من غياب التأثير الصحفي و الإعلامي على العمل و الجو العام الهادئ في أروقة النادي الإسباني , في نفس الوقت فـ صحف مدريد و صحف برشلونة نادراً ما تجد ردة فعل من مواليي النادي الأندلسي فـ تخمد الحرب بينهما قبل أن تبدأ .. و هذا جانب إيجابي جداً لـ من لا يعرف ما دور
الصحافة في زعزعة الفريق رفع حدة التوتر قبل المواجهات الكبرى ..
إشبيلية بـ قيادة [ ديل نيدو ] يقدم لـ روما الإيطالي درساً في فن العمل " النموذجي " و التحرك " وفق الخطط " , هذا الرئيس الخبيث ينتهج سياسة أعتبرها الأولى من نوعها في أوروبا من حيث النجاح , حيث أن [ ديل نيدو ] يتخذ من نهج " الأهداف البعيدة " أرض ترتكز عليها كل الأوضاع و الأمور الحالية , فـ مسألة كـ توزيع كشافين في الدول اللاتينية أمر
رئيسي و أساسي جداً في مشروع [ ديل نيدو ] الناجح في فترة رئاسته لـ إشبيلية , ما يجعل الأمر يبدو كأن [ ديل نيدو ] يقوم بـ شيء يشبه الأعاجيب , هو خبر قرأته في الموسم الماضي لا أذكر أين .. أعتقد أنه في منتدى صحيفة AS الإسبانية , هو أن هذا الرجل يعمل على بناء فريق قوي جداً لإشبيلية سـ يكون قادر على المنافسة في دوري أبطال أوروبا عام 2020 إذا ما سارت الأمور على ما يرام , لكن كيف ؟!
يقول الخبر .. أن [ ديل نيدو ] عمل على ضم ما يقارب 24 لاعباً إن لم تخني الذاكرة من أمريكا اللاتينية في أكثر من مركز في عمر الـ 10 و 11 عاماً , سـ يكونون هم الداعم الأول لـ الفريق بدءاً من 2018 , أي بعد 8 سنوات , و هذا يعني أن [ ديل نيدو ] سـ يعمل على دمج الشبان بالخبرة في ذاك الموسم و هذا عنصر آخر للنجاح , داهية ..
سياسة أخرى أعجبتني جداً , عملية دمج اللاعبين و تطبيعهم في الفريق و ضمن إطار شخصية الفريق كـ كل , هذا ليس بأمر صعب كونها مرتبطة بـ عمر اللاعب الصغير , و تدرجه في الفريق مفيد جداً , فـ خزينة إشبيلية لا تُقارن بـ خزينة ريال مدريد أو برشلونة أو تشيلسي أو اليونايتد أو الإنتر , لكنهم يملكون لاعبين دائماً مطلوبون في السوق الأوروبي , فـ خط " التفحيل الكروي " التي ينتهجها [ ديل نيدو ] لشبانه جعلتنا نستمتع بـ نجوم كـ [ سيرجيو راموس - دانييل ألفيش - خيسوس نافاس - دييغو كابيلل - بيروتي ] , و هذا
الأمر لم يفد إشبيلية على الصعيد الكروي فـ حسب , بل أنهم استفادوا حتى مالياً , فـ الملايين التي ربحوها من بيع هؤلاء النجوم فادتهم في ضم لاعبين شبان يافعين جدد .. و هكذا تدور الحلقة !
لكن نادي كـروما الإيطالي , لا يملك أية سياسة يمكن الوقوف و الرجوع لها , مجرد اجتهادات إدارية بـ شكل سنوي في كل ميركاتو لـ الحفاظ على لاعبيهم أو جلب لاعبين في سوق بات المبالغ الطائلة هي سمته .. !